يأجوج ومأجوج | كل ما ورد عنهم في القرآن والسنة بالتفصيل الكامل
يأجوج ومأجوج هم من أعظم علامات الساعة الكبرى، وواحدة من أكثر المواضيع التي أثارت فضول الناس عبر العصور. ورد ذكرهم في القرآن الكريم وفي العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة، وتحدث عنهم العلماء والمفسرون بتفصيل مذهل. في هذا المقال، سنقدم لك المرجع الأشمل الذي يغطي كل ما ذُكر عن يأجوج ومأجوج بالأدلة والتفاصيل.
أين ورد ذكرهم في القرآن؟
ذكرهم الله سبحانه وتعالى في موضعين:
- سورة الكهف: في قصة ذو القرنين: "قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض..." [الكهف: 94]
- سورة الأنبياء: "حتى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون" [الأنبياء: 96]
من هم يأجوج ومأجوج؟
هم قبائل من بني آدم، كما قال النبي ﷺ: "يقول الله يوم القيامة: يا آدم... فيُقال: أخرج بعث النار... ومنهم يأجوج ومأجوج".
وقد جاء في وصفهم: "وجوههم كالمجان المطرقة، صغار العيون، فُتح لهم من كل حدب" – مما يدل على غرابة شكلهم وكثرتهم.
قصة ذو القرنين وبناء السد
ذو القرنين كان ملكًا مؤمنًا صالحًا، جاب الأرض شرقًا وغربًا حتى وصل إلى منطقة بين جبلين، فوجد فيها قومًا يشكون له من بطش يأجوج ومأجوج. طلبوا منه بناء سد يحجز بينهم وبين يأجوج ومأجوج، فبناه من الحديد والنحاس المصهور، وكان سدًا قويًا منعهم من الخروج.
قال تعالى: "فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا" [الكهف: 97]
هل السد ما زال موجودًا؟ وأين؟
نعم، السد لا يزال موجودًا، ولكن مكانه غير معروف بدقة. بعض العلماء قالوا إنه بين بحر قزوين والبحر الأسود (جبال القوقاز)، وآخرون قالوا إنه في الشرق الأقصى في مناطق لا تصل إليها البشر. الأهم أن السد ما زال قائمًا إلى أن يشاء الله ويُفتح ليخرجوا.
صفات يأجوج ومأجوج وعددهم المهول
عن النبي ﷺ: "إن يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون، وإن أولهم يمرون على بحيرة طبرية فيشربونها، وآخرهم يمرون فيقولون: لقد كان هنا ماء!" – وهذا دليل على عددهم الضخم جدًا.
يقال أنهم يحيطون بالأرض كثافةً ويفسدون في الأرض فسادًا لم يُرَ مثله. وهم لا يتركون شيئًا إلا أفسدوه.
متى يخرج يأجوج ومأجوج؟
يخرجون بعد قتل المسيح الدجال، في زمن سيدنا عيسى عليه السلام. وعندما يخرجون، يُنزل الله الوحي إلى عيسى أن يحرّز عبادي إلى الطور (أي الجبل)، لأن لا طاقة لأحد بقتالهم.
ويخرجون من كل مكان، ويعيثون في الأرض فسادًا، حتى لا يبقى شيء إلا ودمّروه.
كيف يُهلكهم الله؟
بعد أن يفسدوا في الأرض ويعجز البشر عن مقاومتهم، يدعو عليهم سيدنا عيسى عليه السلام، فيستجيب الله الدعاء ويرسل عليهم دودة تُدعى "النغف" في رقابهم، فتهلكهم جميعًا في ليلة واحدة، ولا ينجو منهم أحد.
قال ﷺ: "فيرسل الله عليهم نغفاً في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة" – [رواه مسلم]
النفخ في الصور وخروجهم
خروج يأجوج ومأجوج مرتبط بزمن النفخ في الصور، وهو الحدث العظيم الذي يبدأ به تغير العالم كله. وقد ورد أنهم سيكونون من آخر علامات الساعة الكبرى التي تسبق النفخ في الصور والبعث.
هل هم موجودون الآن؟
نعم، هم موجودون الآن خلف السد، ويحفرون فيه يوميًا، ولكن لا ينجحون في اختراقه، حتى يأتي الوقت الذي يأذن فيه الله بذلك.
قال ﷺ: "كل يوم يحفرون حتى إذا كادوا يخرجون قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا... فيرجعون فيجده كما كان... حتى إذا قالوا إن شاء الله، خرجوا" – [حديث صحيح]
رد على أشهر الخرافات حول يأجوج ومأجوج
- ❌ أنهم من كوكب آخر – لا دليل على ذلك.
- ❌ أنهم تحت الأرض ويعيشون في عالم جوف الأرض – خرافة لا أصل لها.
- ✅ هم بشر من ذرية آدم، ومكانهم في الأرض خلف سد حقيقي.
الدروس والعبر من قصة يأجوج ومأجوج
- الإيمان بالغيب من أركان العقيدة.
- قوة الله فوق كل قوة، وسلطانه فوق كل سلطان.
- أن وعد الله حق، وأن كل ما أخبر به النبي ﷺ سيقع لا محالة.